الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية ماذا ينتظر التونسيون من النواب الجدد؟ اصغوا الى مشاغل وهموم الفقراء..حتى لا يلفظكم التاريخ

نشر في  27 أوت 2014  (12:08)

في ظرف مليء بالانتظارات الشعبية، باتت الأنظار موجّهة الى ما ستسفر عنه الانتخابات التشريعية من صعود أسماء وكتل جديدة الى مجلس النواب لتطبيق الوعود المطلقة خلال الحملات الانتخابية بعد خيبة أمل كبيرة برزت حقيقة اثر التجربة الديمقراطية الحاصلة في تونس. أخبار الجمهورية تجوّلت في الشارع وأصغت الى بعض المواطنين ورصدت تطلعاتهم بخصوص ما ينتظرونه من ممثليهم في مجلس النواب خلال الخماسية القادمة.

لئن يتحوّل النائب بمجرد انتخابه الى ممثل للأمة مثلما ينص على ذلك الدستور فإن المواطنين الذين التقيناهم شددوا على ضرورة أن يكون النائب قريبا من ناخبيه ليستمع الى شواغلهم وينقل مطالبهم ويدافع عن استحقاقات الجهة ويفي بكل وعوده الانتخابية التي انتخب على ضوئها. تتجدد مع كل فترة نيابية انتظارات رضا طليحة (45 سنة) صاحب سيارة تاكسي الذي عبر عن خيبة أمله في النواب خلال الفترة البرلمانية الحالية وما اتسمت به من اخلالات وتجاوزات عمّقت الهوة بين الشعب وممثله. وفي ذات السياق دعا رضا النواب الى ضرورة تمثيل المواطنين وفق ما تنص عليه الاعراف البرلمانية من خلال إثراء الجدل والنقاش بما يخدم المسائل والملفات الوطنية ويعود بالنفع على المواطنين والمواطنات ويُحسّن ظروف عيشهم ورفاههم.

الالتصاق بقضايا الجهات

غير بعيد، شدّد وسام الدبابي (37 سنة) وهو خبير محاسب على ضرورة أن يشتغل النائب على الثغرات في كل منطقة يمثلها ويلتصق بالقضايا المحلية وان تكون الاتصالات متواصلة في كل المناسبات وعلى امتداد الفترة النيابية مؤكدا ضرورة تأسيس تقاليد جديدة حيث يجب على النائب السعي الى التغلغل في الأحياء الشعبية لتشخيص الواقع المعيشي التونسي ونقله تحت القبّة البرلمانية بلغة موضوعيّة وتشريعية. "يتطلّع الناس إلى أن يقوم ممثلوهم في مجلس النواب بتبليغ أصواتهم ويأملون في أن تحسن الأحزاب السياسيّة تمثيلها بالتعبير عن وجهات نظرهم وأن يتقدم كأفضل ما يكون رؤاها وبرامجها وبدائلها في الاقتصاد والمجتمع والسياسة". هذا ما عبّرت عنه ريم القابسي "موظفة" بقولها ان «النائب هو ممثل الشعب في الغرفة الأولى للسلطة التشريعية وهو همزة وصل تربط بين المواطن وسلطة القرار أي السلطة التنفيذية.

مسؤولية جسيمة

في سياق متصل، أكد سليم بن عمر (50 سنة) أعمال حرة، أن مسؤولية النائب جسيمة حسب المهام الموكولة إليه تشريعيا وقانونيا وحسب ما تمليه العادات والأعراف السياسية في الدول التي تعتمد في أنظمتها على المجالس النيابية، ومن الطبيعي ـ وفق رأيه ـ أن يأمل الشعب في مثل هذه الظروف في أن يكون ممثله النائب قادرا ومسؤولا على خدمة المصلحة العامة للبلاد وللشعب. موقف أيّدته زينب ( 28 سنة) محاسبة، التي تحدثت بكل عفوية عن واجبات النواب بقولها " تمثيل الشعب هومسؤولية جسيمة تقتضي تنفيذ الوعود الّتي قدمها النواب للناخبين بمناسبة حملاتهم الانتخابيّة كما أنّ مهمّة الناجحين في الانتخاب لا تنتهي بمجرّد انتهاء عمليّتي التصويت وإعلان النتائج بل تتعداها الى البحث عن التميّز عن الفترات السابقة وتحقيق الاضافة بعيدا عن التجاذبات. وختمت محدثتنا "أتمنى أن يكون الأداء النيابي في مستوى الأداء لليمين الدستوري" اذن رغم ان التجربة البرلمانية الحالية اثبتت فشل النواب الذين لم تكن وعودهم خلال حملاتهم الانتخابية عند انتظارات الشعب الا أن ذلك لم يؤثر على حظوظ مجلس النواب باهتمام كبير عند المواطنين الذين يرون فيه السلطة التشريعية التي تتجدد كل 5 سنوات فتنبني رؤية جديدة لمجلس النواب الذي نعيش في هذه الفترة على وقع تجديده. من جهة أخرى برزت عقلية موسومة بالسلبية تضرب المردود البرلماني للنواب الذين ربطوا انتهاء مهمتهم بالحصول على مقعد برلماني حيث أكد بعض المستجوبين الذين تابعوا اشغال مجلس النواب أن حضورالنواب كان صوريا اذ انهم يلازمون حالة الجمود والتراخي وينساقون في الحديث أثناء ممارسة عملهم بالمجلس عن مصالح فئة أو جهة معيّنة أو حزب ما أو طبقة اجتماعية أو جيلا دون الآخر.

شرف وليست تكليفا

حسب الموظف حسني الجودي (30سنة) فان كل مترشح لعضوية مجلس النواب يعبرعن استحقاقه التشريعي ويبذل مجهوداته من أجل التشهير باسمه وصورته لدى الناخبين خاصة عبر البرامج الانتخابية والوعود الزائفة وذلك لبلوغ الهدف المنشود وهو الفوز بمقعد في مجلس النواب فتنطلق مهمته الشرفية وينسى مهمته التكليفية الجسيمة المتمثلة في خدمة كل المواطنين ويقدم مصالحه الشخصية الضيقة على المصلحة العامة. موقف أكده أنيس (35 سنة ) صاحب كشك بالقول «ان عضوية مجلس النواب هي تكليف لا تشريف. لكن للأسف، تداعيات التجربة البرلمانية السابقة كشفت النوايا الحقيقية للنواب الذين بيّنوا في عديد المناسبات اهتمامهم المفرط بالمناصب ويفسّر المتحدث ذلك بالقول: «ان النائب، في كل دول العالم يعرف منذ ترشحه ان مسؤولية كبرى تنتظره وأنه لن يكون تحت قبة البرلمان في مهمة شرفية بل في مهمة جسيمة لخدمة ملايين الناس وليس لخدمة مصالحه الشخصية الضيّقة». وفي نفس الاطار، ذكر طارق مرعي (23 سنة) طالب بالمعهد العالي للغات في تونس انه ليست لديه اية انتظارات من مجلس النواب القادم و لا أي مجلس نواب في المستقبل قائلا: «اعتبر ان الواقع السياسي في تونس كارثي ولا توجد لدينا نخبة حقيقية لقيادة البلاد في الساحة السياسية. وكل النخب السياسية تم تهميشها على غرار قيس سعيّد وغيره من الكفاءات التي من شأنها أن تعيد للدولة هيبتها بين دول العالم. اما رياض المقراني (37 سنة) صاحب مطعم فانه لم يخف امتعاضه من بعض السلوكيات المخلة بالآداب والأخلاق الصادرة عن بعض النواب والتي أسقطت المجلس في دهاليز السخرية والتعدي على حرمته.
طبيعة المرحلة الموسومة بكمّ هائل من التحديات والرهانات تشترط رؤية تفاؤلية للحياة البرلمانية وبعث روح جديدة يتمّ خلالها التنّحي عن سلبيات الماضي وتكريس فلسفة التعبير الموضوعي والحقيقي عن مشاغل الشعب واستحقاقات الوطن في ظل إرادة نيابية تؤمن بالواجب والمسؤولية البرلمانية حتى لا تتكرّر نفس فصول التجربة الفاشلة مع المجلس السابق.

يثرب المشيري